المقالات

26 أكتوبر .. الصراع ليس جديداً

لا داعي لأن نتسائل هل سيسمح الرجال للمرأة بالقيادة ؟ المسألة هنا ليست فقط حكم ديني أو رأي فقهي , المسألة هنا تتمثل في صراع قديم , يتخذ غطاء دينياً فقط , العلاقة بين الذكر والأنثى , هذه الحرب الضروس التي تمتد منذ القدم , منذ أن تحولت المرأة إلى سلعة يمكن أن تباع , ومنذ أصبح الرجل يرى في هذه السلعة مكسبا ثميناً , الرجل هنا وفي كل الحالات التي تحاول المرأة أن تخلق لها فرصأ , يبدو كديكتاتور لا يريد أن يقدم أي تنازل , ولأن الديكتاتور لا يقدم التنازلات إلا بالقوة فإن المرأة في كثير من خطواتها للتحرر لم تكن إرادتها هي الوحيدة التي مكنتها من التحرر بل إن استغلال الفرص هو أكثر ما يمكن أن ينقل المرأة إلى خطوات أعلى , فمثلا مسألة عمل المرأة التي أصبحت شيئاً منتشراً في مجتمع يبرز أنه محافظ وقد كان قبل فترة قصيرة يحارب حتى خروج المرأة , ويفرض ضوابط شديدة لعمل المرأة فإن الإقبال الكبير حين فتحت مجالات العمل للمرأة لم يكن بسبب سعي الآباء لتحرير بناتهن , بل لأن العوامل الإقتصادية هي ما أجبرت الرجال على غض الطرف عن الموضوع , وقصة تحرر المرأة اليابانية نموذج آخر لاستسلام الرجل فحتى بعد زوال الإقطاع و و مجيء الديمقراطية في الحكم , إلا أن وضع المرأة لم يتغير , وظل في موقعه الهامشي , إلى أن أتت الحرب العالمية الثانية لتغير تكوين المجتمع الياباني ولتصبح المرأة أقوى بفضل العوامل التي خلقتها الهزيمة الكبيرة , في البداية كانت المرأة اليابانية تسمع نفس الكلام الذي يمكن لكل امرأة هنا أن تسمعه , فقد كان يقال أن المرأة مكانها بيتها ثم تغيرت إلى أن أصبح يقال : من الممكن للمرأة أن تعمل بالخارج , ثم تغيرت إلى من الأفضل للمرأة أن تعمل بالخارج , لنصل إلى الجملة الحالية : (( من الأجدر للمرأة أن تعمل بالخارج )) , الجدير بالذكر أن المرأة اليابانية كانت الوصاية تنتقل عليها من الأب إلى الزوج إلى الإبن.
من المهم للمرأة هنا ألا تنتظر الفقيه , فالدرس الذي علينا أن نتعلمه أن الفقيه من الممكن أن يحلل ما يريد ويحرم ما يريد وأن النص بين يديه يقلبه كيف يشاء . المسألة هنا أكثر اتساعاً وهي لا تحصل هنا فقط , في كثير من الأماكن وفي كثير من المجالات مازالت المرأة تعاني لكن المعاناة هي ما تخلق مجالا للتحدي والمقاومة , في بريطانيا حين أنشئت أول مدرسة لتعليم النساء القيادة , أطلقت النكات على اللاتي سيقدن السيارات حيث كان مقود السيارة أثقل بكثير من الحالي وأنهن لن يستطعن تحريكه , وظل الرجال يتجمعون أمام المدرسة وهم لا يصدقون أن النساء سيستطعن القيادة , هذا ما حصل في بريطانيا وإلى الآن مازالت النساء في بعض الدول العربية يعانين من تهكمات السائقين وتحرشاتهم , فلا داعي لتوقع مالذي سيحصل هنا ؟! في النهاية الرجل لن يتنازل طواعية أبداً أيا كان دينه أو تفكيره , يجب على المرأة ألا تنتظر من الرجل أن يوافق على على حقوقه بل أن تجبره على التنازل بالقوة .

رأي واحد حول “26 أكتوبر .. الصراع ليس جديداً”

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s