اسمه عالم واسمها غزل , لم يتجاوزا الثامنة من عمرهما , كنت جالساً على البحر وهما خلفي يلعبان لعبة ما ,ابتسمت حين رأيتهما , كانا لزيزين ( لذيذين ) جداً , سألته عن أساميهم , سألته : هل هي أختك ( يلبسان نظارتين متشابهتين, نحيلان جداً ) ؟ قال : لا (هدي صحبتي).. وددت لو أو أقول له إحتفظ بصداقتكم جيدا , قريباً سيحول العالم صحبتكم إلى تابو محرم , احتفظ بها جيدا , قبل أن يسلبوا فطرتكم الطاهرة ويحولوكم إلى آلات لا تفكر إلا حول محور الجنس , وددت لو أقول له إحتفظ بذكرياتك مع غزل , مشاكساتكم التي لا تنتهي , صراخكما الأحمق معا في لحظات الفرح الكثيرة , تلك الطريقة المضحكة في الجري , فطرتك التي تستمتع بها اليوم ستصبح رذيلة غداً, ستذكرها ذات يوم كلحظة وحي قديمة , كان صادقاً حين قالها , كنت مندهشاً منهما ومن هذه الأشياء التي تتحول من .. إلى .. ,
وددت لو أو أقول له لا تكن نبيلاً أكثر مما يجب , كل القوانين ستتغير ذات يوم ما , سترى كل شئ بلون آخر أو أن كل الألوان ستصبح سوداء , ثمة من يسرق فطرتنا الطاهرة , يحول أحلامنا البريئة كغزال تقترب من طعمها إلى صياد خبيث ..
بالتأكيد سيقول لي : لا .. لا أريد أن أكبر .. عالم أرجوك لا تستسلم كما استسلمنا قاوِم واحتفظ بغزل صديقة للطفولة إلى أن تصبح كهل ..