أشياء..

الشوكولاتة والحرب ..

ثمة سؤال يجثو علي ..
مالذي ستفعله لو كنت في عدن؟  ..
وإجابة واحدة فقط هي التي تقابلني وهي أنني سأحمل السلاح وأمضي للدفاع عن نفسي وهذه المدينة عن هذه اللؤلوة الجنوبية اليتيمة عن  , عدن التي تشبه فتاة وهبت شعرها للحرية والشمس , وفي صراحة أكثر لاأعلم بالضبط لماذا , ربما لأن الحرب أجمل هروب من كل خيباتنا وأسئلتنا الكثيرة , هي لعبة مداعبة الموت .. وبأي رغبة ؟ .. سأحارب رغم أنها مدينة تستحق أن تسقط عليها السماء قطع الشوكولاة بدل  قطع الموت هذه .. برغبة ان تبقى هذه المدينة ولا تسقط مرة أخرى .
يتحرك شعور الإنسان القديم أن الأمكنة جزء منا , أن الأمكنة هي نحن في صورة الأبد .

أدخل في حوار غريب مع نفسي كيف سأحارب وأنا لا أنتمي إلى ذلك المكان , ولدت بعيداً جداً ومايربطني به هي أربع زيارات فقط وكانت على عجل , كنت مجرد سائح يلتقط الصور ويقول أوه إن وطني جميل وأفكر مرة أخرى في فكرة الوطن في تلك الحالة الغريبة جداً , أنتمي إلى وطن لا أنتمي إليه سوى بجواز السفر الردئ ,وبعض التفاصيل الرسمية مثل أنني مدفوع بالأبواب أينما اتجهت .
ولدت بعيداً عن ذلك المسمى بالوطن ,
من المفترض أن يعني لي هذا الوطن الكثير , وأنا أواجه كل لحظة إحتمال إنتهاء مهلة الإغتراب والعودة مرغماً  , ربما لأنني قد لا  أعود إلا حين أكون مرغماً على العودة , أو أن محاولتي في التقرب من هذا المعنى المجازي اللعين قد فشلت حاولت في فترة ما أن أحفظ النشيد الوطني .. أتابع الأخبار والصحف المحلية , أشجع المنتخب الوطني رغم أنه فريق فاشل لكنني اكتشفت أنني لا يمكن أبداً أن أكون منتمياً انتماء كاملاً لذلك المكان , وأن الوطن بمعناه الرومنسي لن يكون سوى عبء أخر فوق ظهري  ,انا واحد من أولئك الذين ولدوا وهم لا يعرفون لماذا لم تلدهم أمهاتهم هناك في الوطن أو لماذا لا يرتبطون مثل أولئك المغتربين الآخرين بأوطانهم لم يكن وطني محتل ولم يكن ناقة عجفى كما قال البردوني ذات حين ربما هو الجوع أو ذلك الحزن الشجي ما أخرجهم لا يوجد ما يمنعني من العودة لكنني لا أعود ولم أبني خطة أن أعود وحتى حين بنيت خطة للعودة قال لي أحدهم حين تعود ستكتشف أنك استبدلت غربة بغربة  ,   أعترف بتلك الحالات التي اعترتني عن كرهي لهذا الإرتباط الغريب والذي أرغمت عليه دون إمكانية للتخلص منه كانت موجة غضب قبل أن  أفهم أن هذا الوطن مثلي يقبع في الهامشي .. أن وطني مثلي يبحث عن منفى يظله ..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s